سبليموشن

يوظف باكو رونسيرو، المؤسس الرائد لمفهوم تناول الطعام في سبليموشن، شغفه بالفن والتكنولوجيا ليجمع بين حبه للطعام الراقي وبين الدراما والسعادة التي تسود المكان وقت تناول الأشخاص للطعام معًا.

الشيف باكو من سفراء فن الطهي الإسباني الرواد على الصعيدين المحلي والدولي. ولديه قناعة بأن الفن التقني والابتكاري لا ينعكس على نمط المأكولات فحسب، بل على الطريقة التي يُقدم بها الطعام الراقي بوصفه تجربة شعورية فريدة.

نال الشيف باكو رونسيرو العديد من أهم الجوائز، بما فيها Prix au Chef de L’Avenir (جائزة شيف المستقبل) لعام 2005 وNational Gastronomy Award (جائزة فن الطهي الوطنية) لعام 2006. نال مطعمه باكو رونسيرو في مدريد نجمتي دليل ميشلان وثلاث شموس خاصة بدليل ريبسول.

من مساهمات الشيف باكو رونسيرو الشيقة للغاية في عالم المأكولات الرائع وكيفية تناوله ما يعرف بـ PacoRonceroTaller وهي ورشة بحثية معنية بالطهي والمشاعر، تستند إلى الاستدامة والاقتصاد الدائري.

“نجلس لتناول الطعام حوالي 75000 في حياتنا. ولا نمل قط! هذا أشبه بالسحر!” بحسب ما قاله الشيف باكو. بل هو سحر فعلاً. يمكن لرواد المطعم ممن يتحلون بروح المغامرة التطلع لتجربة مأكولات فريدة واسثنائية تجمع ما بين أحدث التكنولوجيات وأشهى المأكولات المبتكرة التي يقدمها الشيف باكو.

“حينما ترى اثنى عشر شخصًا يجلسون إلى طاولة، وكل شيء بنفس الارتفاع، وكل شخص على نفس المستوى فستدرك أن هذه طريقة رائعة للتواصل! ما يميز سبليموشن هو الشيف في الأساس، ولكنه هناك أدوار مهمة أيضًا يؤديها حلواني، ومهندس، وملحن، ومصمم، وساحر. وفي نهاية الأمر حينما يجتمع الكل معًا، يكون السحر” بحسب ما ذكره الشيف باكو.

بغض النظر عن حقيقة وجود 25 شخصًا على الأقل يشاركون في العرض المُقدم في سبليموشن وفي تقديم مأكولاته لرواد المطعم الـ 12 الحاضرين، تجدر الإشارة إلى وجود قدر كبير من النشاط المثير للإعجاب يعتمد على التكنولوجيا الفائقة في خلفية المطعم وفي الجزء الأمامي منه.

يتكون الفريق من مصممين، ومهندسين، ومخرجين مسرحيين، وملحنين، ومتخصصين في الخدع، وممثلين على قدر كبير من البراعة يعملون تحت قيادة الشريك في التأسيس والمدير الإبداعي إدواردو غونزاليس. في عام 2000 افتتح غونزاليس وكالة الفاعليات الخاصة بها، التي تحمل اسم فيجا فاكتوري، وهي المسؤولة عن وضع التصور الخاص بسبليموشن وإنتاجه وتطويره.

وقد سمحت له خبرته، التي تمتد لأكثر من عشرين عامًا في التصميم المبتكر للفاعليات والعروض الكبرى، علاوة على قدراته الابتكارية وشغفه بفنون الاستعراض، بالكشف عن تجربة تناول الطعام الجديدة تلك وتطويرها. ومع التدريب المكثف الذي تلقاه إدواردو في التصميم والاتصال، يرسم مخططات بالقلم الرصاص لكل مشهد من المشاهد التي تشكل قوام هذا العرض، وبذلك يبتكر جدولاً زمانيًا شعوريًا سيسمح لاحقًا بنقل من يتناول طعامه إلى سيناريوهات مختلفة لطالما راودته في أحلامه.

وتجدر الإشارة إلى أن معرفته بأحدث التكنولوجيات والتي يتم توظيفها في هذه التجربة الغامرة سمحت بتطور مفهوم سبليموشن لما هو عليه الآن. يقدم لنا إدواردو، بهذا العرض، نظرة على المستقبل تسمح لنا بتخيل ما قد يبدو عليه عشاء مع الأصدقاء في عام 2050.

تركز التجربة على طريقة تعامل الشيف باكو مع الطهو الجزيئي الرائع، الذي يُقدم على طاولة كبيرة لتناول الطعام تضم 12 مقعدًا. تتبدل الطاولة وغرفة تناول الطعام (“الكبسولة”) بطريقة سحرية طوال مدة العشاء بحيث ينغمس الضيف مع كل طبق في شعور أو بيئة مختلفة. يتضمن نظام سبليموشن الحديث شاشات بزاوية 360 درجة تحتوي على أكثر من سبعة مليون بكسل وخمسين ألف لومن. وهي تضفي حيوية على المكان لتحفيز حواس رواد المطعم، بما يضمن أن التجربة تتعدى كثيرًا مثيلتها في المطاعم العادية، بداية من التحكم في الحرارة والروائح وصولاً إلى الترتيب لأجواء موسيقية ملائمة للمناسبة. كل سطح، من الجدران حتى الطاولة، يمكن إسقاط الصور عليه.

وبفضل فريق العمل الرائع، سيستغرق متناولو الطعام في تجربة تناول طعام ممزوجة بعناصر أخرى لا تنسى. يتم الجمع ما بين ما هو حقيقي وما هو افتراضي للوصول لواحدة من أكثر اللحظات الاستثنائية التي يمكن الاستمتاع بها حول الطاولة.

لأول مرة في التاريخ، يحدث اجتياز لما هو متعارف عليه مما يدفع الضيوف للتفكير في كيفية تطور تجارب الطعام في المستقبل. القدرة على تذوق طعام حقيقي داخل أماكن افتراضية ستفتح الطريق أمام إمكانيات غير محدودة.

عرض سبليموشن بأكمله بمثابة رحلة مثيرة في الزمان والمكان، لا يمكن أن يعبر عنها سوى المحظوظين الذين جربوها بأنفسهم.